
بعد غيابه عن أضواء العدسات لنحو عامين، واختياره البقاء في المنزل للاستمتاع بحياته مع عائلته بعد بلوغه العام الخامس والثمانين، عاد الفنان المصري الكبير إلى دائرة اهتمام الجمهور مجدداً بعد نشره صورة حديثة له وسط عائلته بمناسبة عقد قران حفيده عادل.
ورغم غيابه عن حفل الزفاف الذي حضره نجوم الفن والإعلام في مصر، مساء الجمعة، والتساؤلات التي فجّرها هذا الغياب بعد انتشار الكثير من الشائعات والأخبار حول تراجع صحته بفعل تقدم العمر، فإن صورته الجديدة تركت «أثراً إيجابياً» في نفوس محبيه وجمهوره، واعتبرها البعض «رسالة طمأنة» حول حالته الصحية، و«رداً ذكياً» على الشائعات التي طالته مؤخراً.
واحتفى عدد كبير من الفنانين والمتابعين بإطلالة «الزعيم»، وأعربوا عن سعادتهم برؤيته مجدداً عبر المنصات الاجتماعية، ومن بينهم الفنانة يسرا التي كتبت عبر حسابها الرسمي على موقع «فيسبوك»: «مبروك لحبيبي الكبير والعظيم عادل إمام، وللجميلة هالة على زواج حفيدهم عادل الصغير، ومبروك لأحلى رامي وحرمه، وأجمل عرسان في أحلى وأجمل فرح… ربنا يحفظكم ويسعدكم وتتهنّوا العمر كله».
كما أعاد تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية نشر صورة «الزعيم» عبر حسابه على موقع «فيسبوك» معلقاً: «حبيبي أبو رامي مبروك وتفرح بأولادهم إن شاء الله».
كما وصف المخرج المصري عمر عبد العزيز الصورة بأنها «أسعدت الملايين». وعبّر مئات المتابعين على الصورة بعبارات تظهر «الحب الكبير» للفنان المصري و«الاشتياق لرؤيته مجدداً على الشاشات»، وأعادوا بعض إفيهاته السينمائية الشهيرة.
ويحظى الفنان عادل إمام المولود في عام 1940 بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) بشهرة واسعة داخل مصر وفي العالم العربي، وقد أعرب في لقاءات تلفزيونية سابقة عن اعتزازه بهذه «الشعبية الجارفة»، واستطاع إمام أن يصنع لنفسه «بصمة» مميزة بين نجوم التمثيل، معتمداً على موهبته والكاريزما التي يتمتع بها.
وبدأ إمام مسيرته الفنية في عروض الفرق الجامعية، والتحق بفرقة التلفزيون المسرحية عام 1962، وقدم دور «دسوقي أفندي»، في مسرحية «أنا وهو وهي» مع فؤاد المهندس، وحقق شهرة لافتة من خلال هذا الدور، وانتقل إلى السينما بأدوار صغيرة في العام نفسه حتى أصبح من نجوم الصف الأول في بداية السبعينيات، وقدم طوال مسيرته الفنية أكثر من 100 فيلم سينمائي و11 مسرحية، و17 مسلسلاً تلفزيونياً.
وصُنِّفت أفلامه «المحفظة معايا» 1978، و«الأفوكاتو» 1984، و«حتى لا يطير الدخان» 1984، و«عمارة يعقوبيان» 2006، من بين أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في مئويتها الأولى عام 2007.
ويؤكد عدد من صناع الفن أن «الزعيم» صاحب موهبة متفردة، وفنان ذكي أضاف إلى قيمة فن السينما في مصر، بعدما استطاع تطوير نفسه من دور «السنيد» في عدد من الأفلام، حتى بات نجم الشباك الأول لمدة عقود لتنوع أدواره واختياراته الدقيقة والذكية للقضايا المجتمعية.
ووصف الكاتب والناقد الفني، محمد رفعت، عادل إمام بأنه «ظاهرة فنية لم ولن تتكرر»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن أفلامه تلخص حال مصر خلال الربع الأخير من القرن الماضي، كما نجح في خلع عباءة الكوميديا التي اشتهر بها في بداية مسيرته وقدّم أفلاماً اجتماعية وسياسية مهمة للغاية على غرار (الإرهابي) و(الإرهاب والكباب) و(المنسي) و(الحريف) و(الغول)».
واعتبر رفعت أن «ذكاء إمام وحضوره اللافت وعدم تسببه في أزمات مهنية مع زملائه من بين أسباب بقائه على القمة لأربعة عقود، موضحاً أنه الفنان المصري الوحيد الذي يعمل سنيداً للأبطال الجدد كما جرت العادة في سوق السينما ويشترك في هذه الحالة فقط مع الفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة».
وكما استطاع الزعيم «تصدير صورة إيجابية عن علاقته بزملائه في العمل»، وفق رفعت، فإنه «لم يفتعل كذلك أزمات أسرية كالتي يتم تناولها في الإعلام راهناً، حيث وقائع الطلاق والزواج المتعددة والمشكلات الأسرية المتكررة، فقد ابتعد وأسرته عن الأضواء وعاش كأي أسرة مصرية أصيلة».
- القاهرة