زيارة تاريخية للرئيس الجزائري تبون واتفاقات إستراتيجية مع إيطاليا

روما-محمد يوسف
وطتدت إيطاليا حضورها في أفريقيا بإبرام اتفاقيات مع إحدى أقوى دول شمال إفريقيا في مصالح اقتصادية واستراتيجية.
يشمل التعاون الإيطالي مع الجزائر مجالات الغاز و الصناعة والبنية التحتية والاستقرار الإقليمي.
شهد المنتدى الذي عقد بين إيطاليا و الجزائر مشاركة 500 شركة إيطالية وجزائرية، بحسب ما نقل موقع “ديكود 39” الإيطالي.
حضر الاجتماع الثنائي بين رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عشرة وزراء إيطاليين وسبعة وزراء، وبمشاركة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني.
وخلال الزيارة، تم التوقيع على حوالي ثلاثين اتفاقية في مجالات صناعية إيطالية وجزائرية في منتدى باريولي، خصوصاً في قطاعات الأعمال الزراعية والأدوية والنقل والبنية التحتية والابتكار.
من جانبه، تطرق تاياني إلى العديد من القطاعات التي يمكن لإيطاليا التعاون فيها مع الجزائر مثل قطاع الطاقة.
وأوضح أن “الشركات الإيطالية الكبرى في هذا القطاع منخرطة في تعاون موحد بشأن مشاريع جديدة في مجال الطاقة التقليدية، وكذلك في مجال الهيدروجين”.
واكد أن “هناك مشاريع استراتيجية لجلب الطاقة المتجددة من شمال إفريقيا إلى إيطاليا وأوروبا”.
ولفت الى أن” خطة ماتي تعد الأداة التي نرغب من خلالها في إظهار اهتمامنا الكبير في جميع أنحاء القارة الأفريقية، لاسيما مع الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط”.
كما عقد تاياني اجتماعًا ثنائيا مع نظيره أحمد عطاف، حيث أكد الجانبان” التزامهما المشترك الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط”. واستعرض الوزيران القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية، واتفقا على” أولوية تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين”.
كما أكدا التزامهما المشترك تحقيق” الاستقرار ليبيا مع ضرورة إعادة إطلاق العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، ومكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع في منطقة الساحل”.
وبحسب وكالة التجارة الإيطالية، تتسم العلاقات الاقتصادية بين إيطاليا والجزائر بالقوة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما حوالي 14 مليار يورو في عام 2024، منها 11 مليار يورو واردات و2.9 مليار يورو صادرات.
وفي هذا السياق، تعمل مجموعات إيطالية كبيرة بالفعل في التجمعات الصناعية الجزائرية، لا سيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والنقل والبناء.
بالإضافة إلى ذلك، عززت إيطاليا والجزائر تعاونهما في مجال التدريب المهني بتوقيع اتفاقية فنية لإنشاء مركز إيطالي جزائري متخصص في معالجة الرخام.
وقال ماتيو زوباس، رئيس وكالة التجارة الإيطالية، إن “الهدف هو افتتاح مركز تكنولوجي في أحد المحاجر في الجزائر، حيث سيتم نقل المهارات والتدريب والمعرفة الإيطالية”.
ويلتزم الطرف الجزائري شراء الآلات والمعدات المصنوعة في إيطاليا، ما يحقق فائدة مزدوجة مع نمو سلسلة التوريد الصناعية المحلية وتعزيز الصادرات الإيطالية.
ووقعت شركة إيني الإيطالية والشركة الجزائرية سوناتراك، في الأسابيع الأخيرة في الجزائر، اتفاقية مدتها ثلاثون عاما، بقيمة 1.2 مليار دولار ، لاستكشاف وتطوير المحروقات في منطقة زمول الكبار، الواقعة على الساحل الجزائري.
ويأتي هذا بهدف تطوير المنطقة باستخدام تقنيات مبتكرة، وتحسين معدلات الاستخراج، والاستفادة من البنية التحتية القائمة.
كما وقعت الشركتان خلال المنتدى اتفاقية أخرى لتعزيز تعاونهما. وتستند هذه الاتفاقية إلى تعاون روما والجزائر بمشاركة شركة إيطالية كبرى أخرى، وهي بونيفيش فيراريسي، لتنفيذ مشروع في خطة ماتي، هدفه زراعة الحبوب والبقوليات على مساحة 36 ألف هكتار من الصحراء الجزائرية، وإنشاء سلسلة إمداد زراعية غذائية.
وبشأن قطاع الاتصالات، يمكن للجزائر الاتصال بكابل بلو ميد، وهو كابل الألياف الضوئية البحري الذي يربط إيطاليا بفرنسا واليونان ودول البحر الأبيض المتوسط المختلفة، وصولًا إلى العقبة بالأردن.
وتمت مناقشة هذه المسألة في اجتماع عقد في أكتوبر 2023 بين الرئيس التنفيذي لشركة سباركل، إنريكو بانياسكو.
وقالت مجلة فورميكي الإيطالية إنه تم توقيع اتفاقية جديدة بين سباركل والحكومة الجزائرية.
وتم توقيع ما يصل إلى 40 اتفاقية لبناء مراكز طاقة مشتركة لشمال أفريقيا وأوروبا، من أجل تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتعد الجزائر شريكا استراتيجيا لإيطاليا على مدى عقود. كما تعد الجزائر محاورا متميزا، لا سيما في مجال الطاقة، بصفتها عضوا رئيسيا في منظمة أوبك وأكبر دولة في القارة الأفريقية.
أيضاً تعد الجزائر المورد الرئيسي للغاز الطبيعي لإيطاليا، حيث تغطي أكثر من ثلث احتياجات البلاد بفضل خط أنابيب ترانسميد، وهو بنية تحتية ضمن رؤية إنريكو ماتي ودور شركة إيني الرائد في البحر الأبيض المتوسط.