تحديد أفضل بقعة في المريخ لنزول البشر عليها

توصل فريق بحثي بقيادة جامعة ميسيسيبي الأميركية إلى تحديد موقع واعد قد يكون الأنسب لاستقبال أولى البعثات البشرية على سطح المريخ.
وأوضح الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها، الاثنين، بدورية (Journal of Geophysical Research Planets) أن هذا الاكتشاف قد يشكل نقلة نوعية تدعم فرص إطلاق بعثات بشرية مأهولة إلى الكوكب الأحمر خلال العقود المقبلة.
ولطالما راود حلمُ إرسال بعثات بشرية مأهولة إلى المريخ خيال العلماء والمستكشفين، وأصبح أحد أبرز أهداف وكالات الفضاء العالمية. ولا يقتصر هذا الطموح على مجرد الوصول إلى سطح الكوكب، بل يتعداه إلى إقامة وجود بشري دائم يعتمد على موارد المريخ الذاتية. ويمثل هذا الحلم تحدياً تقنياً وعلمياً ضخماً، يتطلب تطوير أنظمة دعم حياة مستقلة، وتقنيات متقدمة لتوليد الطاقة، وإعادة تدوير المياه، وتأمين الغذاء.
وقبل الشروع في هذه الرحلة الطويلة، لا بد أولاً من اختيار الموقع الأنسب للهبوط. وتشير نتائج الدراسة الجديدة إلى أن هذا الموقع قد تم تحديده بالفعل على سطح المريخ. واعتمد الفريق على صور عالية الدقة التقطتها كاميرا «هايرايز»، وهي أدق كاميرا أُرسلت إلى كوكب آخر، والمثبتة على متن المركبة المدارية «مارس ريكونيسانس أوروبيتر» التي أطلقتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» لدراسة المريخ.
وقد أُجري تحليل لخصائص السطح في منطقة تُعرف باسم «أمازونيس بلانيتيا»، الواقعة في خطوط العرض الوسطى للمريخ. وكشفت الصور عن وجود تضاريس جيولوجية تشير لوجود جليد تحت السطح على عمق يقل عن متر واحد.
كما رصد الفريق حفراً مكشوفة للجليد وتضاريس متعددة الأضلاع، وهي أنماط سطحية غالباً ما تدل على تجمد المياه، ما يعزز من فرضية وجود جليد مائي مدفون.
وأشارت الدراسة إلى أن خطوط العرض الوسطى تُعد مثالية لهبوط البعثات؛ إذ تجمع بين وفرة أشعة الشمس اللازمة لتوليد الطاقة، ودرجات حرارة منخفضة تساعد على حفظ الجليد بالقرب من السطح.
وأكدت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة إيريكا لوزي من جامعة ميسيسيبي، أن «الماء عنصر أساسي لأي بعثة بشرية إلى المريخ، ليس فقط لأغراض الشرب، بل أيضاً لصناعة الوقود وتوليد الأكسجين».
وأضافت عبر موقع الجامعة، أن قرب الجليد من السطح يجعل استخراجه سهلاً، وهو ما يدعم مبدأ «الاعتماد على الموارد المحلية»، الذي يُعد محوراً أساسياً في استكشاف الفضاء.
ولا يقتصر الاكتشاف على الجانب اللوجيستي، بل يفتح آفاقاً علمية مهمة؛ إذ ترى لوزي أن الجليد قد يحمل دلائل بيولوجية، نظراً لقدرته على حفظ مؤشرات الحياة كما هو الحال على الأرض، ما قد يساعد في الإجابة عن سؤال ما إذا كانت الحياة قد وُجدت يوماً على المريخ. وتوصي الباحثة بإرسال بعثات آلية أو بشرية مستقبلية للموقع لدراسة تركيب الجليد، وتحديد ما إذا كان مكوناً من ماء نقي أو مختلطاً بمواد أخرى.
- القاهرة : «الشرق الأوسط»