ميدالية الاستحقاق للباكستاني علي أكبر آخر بائع صحف جوّال في باريس
تصادق مع الصحافيين والأدباء... وصار له زبائن دائمون منهم

ينتظر علي أكبر، بائع الصحف الجوّال في باريس، أن يتسلّم قريباً الميدالية الوطنية للاستحقاق من يد الرئيس إيمانويل ماكرون. وعلي هو آخر بائع للجرائد في «السان جيرمان» وأشهرهم في حيّ المثقّفين بالعاصمة الفرنسية. وطوال السنوات الـ50 الماضية، كان هذا العامل الباكستاني البالغ 72 عاماً يدور على المقاهي وهو يصيح على الزبائن، لافتاً الانتباه إلى آخر العناوين والأحداث.
وصل علي أكبر إلى باريس حين كان في الـ20 من عمره للعمل ومساعدة عائلته. ورغم أنه لم يدخل مدرسة، فإنّ حلمه بأن يبني بيتاً لوالدته لم يفارقه. وقد اشتغل ببيع الصحف متجوّلاً ومنادياً، في وقت لم يَعُد فيه مَن يُمارس هذا النوع الشاق من البيع. ومن المعروف أنّ بلدية باريس تُخصّص أكشاكاً أنيقة لبيع الجرائد والمجلات، وقد حلَّت محلّ الكبائن الخضراء التاريخية التي ما عاد السائح يراها إلا في البطاقات البريدية.
عند وصوله، لم يكن علي يعرف أي كلمة بالفرنسية. ومع الوقت، أتقن اللغة، وحفظ أسماء الشوارع، وتصادق مع الصحافيين والأدباء، وصار له زبائن دائمون منهم، ينتظرون مروره عند الظهيرة، مع صدور العدد اليومي من صحيفة «لوموند». وهو اليوم أحد أبرز الوجوه في «السان جيرمان»، وقادر على التحدُّث بالفرنسية والردّ على أسئلة المراسلين الذين طاردوه للفوز بتصريحات للتلفزيون والإذاعات بعد إعلان قرب تكريمه بميدالية الاستحقاق.
- باريس: «الشرق الأوسط»