
سجلت مصر 3 هزات أرضية متفاوتة، الأحد، قبلها شعر سكان مصر أيضاً بثلاث هزات متوسطة القوة على مدى الشهر الماضي، فضلاً عن هزات أخرى سجلتها أجهزة الرصد لم يشعر بها السكان؛ ما أثار مخاوف وتساؤلات بشأن ازدياد النشاط الزلزالي في مصر.
لكن رئيس قسم الزلازل بـ«المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية»، الدكتور شريف الهادي، سعى إلى طمأنة المصريين بشأن تكرار تلك الهزات، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك نشاط غير معتاد أو يدعو للقلق… التغير الذي حدث هو اهتمام الإعلام بإلقاء الضوء على جميع الهزات حتى الضعيفة منها».
وأعلنت الشبكة القومية لرصد الزلازل بمصر، الأحد، رصد هزة أرضية ضعيفة بقوة 2.31 درجة على مقياس ريختر شمال غربي محافظة الجيزة، وقعت في تمام الساعة 8:10 مساءً بتوقيت القاهرة، على عمق 3.17 كم، بالقرب من منطقة كوم البيرة، وعلى بُعد نحو 8 كم شمال غربي مدينة الجيزة.
وأوضحت الشبكة القومية أنه تم رصد الهزة باستخدام 13 محطة زلزالية وتم تحديد موقعها بدقة من خلال تحليل يدوي للموجات الزلزالية، وأشار البيان إلى أن الهزة لم تسفر عن أي خسائر كما لم يشعر بها غالبية السكان؛ نظراً لضعف قوتها، وتُصنّف من الزلازل غير المؤثرة.
وفي وقت سابق من (الأحد) سجلت الشبكة القومية المصرية للزلازل هزة أرضية بالبحر الأحمر بقوة 3.3 درجة على مقياس ريختر على بعد 44 كيلو متراً شمال مدينة الغردقة وبعمق 10.16 كيلو متر.
وأكد معهد البحوث الفلكية في مصر أنه لم يرد للمعهد ما يفيد بوجود خسائر في الممتلكات أو الأرواح، ولكن ورد ما يفيد بشعور المواطنين بالهزة.
كما أعلنت الشبكة تسجيلها في تمام الساعة 6 مساء الأحد هزة أرضية بجزيرة كريت بقوة 2.92 درجة على مقياس ريختر على بعد 457 كيلومتراً شمال مطروح وبعمق 43.61 كم.
ووفق الهادي، فإن «هذه هزات ضعيفة ولم يشعر بها الناس أصلاً، لكن ما حدث أن الإعلام أصبح يتابع نشاط الشبكة القومية لرصد الزلازل لحظة بلحظة وينشر عن جميع الهزات التي تسجلها حتى وإن كانت غير مؤثرة؛ وهذا ما يجعل الناس تعتقد أن هناك نشاطاً كبيراً للزلازل».
وتابع: «الهزات التي حدثت الأحد في الطبيعي لا يتم إلقاء الضوء عليها، لكن يتم إلقاء الضوء على الهزات المتوسطة أو فوق المتوسطة التي تكون قوتها 6 ريختر فأكثر؛ لأن هذه هي التي يحتمل أن تكون لها تأثيرات خاصة على البنية التحتية».
وشدد على أن «الهزات التي تشعر بها مصر في العموم معتدلة، خصوصاً التي تكون مراكزها في الأراضي المصرية، فالهزة التي حدثت بالجيزة رغم أنها على عمق قريب جداً كانت قوتها أقل من 3، وكذلك الهزة التي حدثت في الغردقة قوتها حتى لم تصل إلى 4 ريختر وكان مركزها منطقة حقول بترول نائية».
ونوَّه إلى أن «الهزات التابعة لمنطقة النشاط الزلزالي بجزيرة كريت والأراضي اليونانية، والتي نشعر بها في مصر، بدأت تقل مرة عن الأخرى؛ ما يعني أن تلك المنطقة النشطة هي الأخرى بدأت في الخمود بعض الشيء».
تجدر الإشارة إلى أن جزيرة كريت اليونانية سجَّلت هزةً أرضيةً بقوة 3 درجات على مقياس ريختر، صباح السبت 24 مايو (أيار) الماضي، وفقاً للمرصد الأورومتوسطي لرصد الزلازل، الذي أوضح أن «قوة الهزة الأرضية بلغت نحو 3 درجات على مقياس ريختر، وكانت على عمق 52.3 كيلومتر».
وكان زلزال تخطَّت قوته 6 درجات على مقياس ريختر وقع الخميس 22 مايو الماضي أيضاً، قبالة جزيرتَي كريت وسانتوريني اليونانيَّتين؛ ما تسبَّب في هزات أرضية شعر بها سكان تركيا ومصر، وفق ما أفادت به «هيئة المسح الجيولوجي الأميركية».
وأوضح «المعهد القومي للبحوث الفلكية»، الذي تتبعه الشبكة القومية لرصد الزلازل بمصر، في بيان حينها، أن تلك الهزة وقعت في تمام الساعة السادسة من صباح الخميس بالتوقيت المحلي، وبلغت قوتها 6.24 درجة على مقياس ريختر، مُحدِّداً موقعها بأنه على بُعد 499 كيلومتراً شمال مرسى مطروح، بعمق 68.91 كيلومتر، عند خط عرض 35.70 شمالاً، وخط طول 25.96 شرقاً، وأنها لم تسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.
هزة الخميس هذه أتت بعد أيام من أخرى متوسطة القوة بلغت قوتها 6.4 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزها أيضاً جزيرة كريت اليونانية، شعر بها سكان مصر في 14 مايو (أيار) الماضي، وهذا التكرار في وقت متقارب زاد من مخاوف مصريين وسكان دول شمال أفريقيا خشية حدوث زلازل مُدمرة.
وبخلاف الزلازل التي شعر بها المصريون الشهر الماضي، تم تسجيل عشرات الهزات الأرضية التابعة، غير محسوسة في مصر، وكانت مراكزها في جزيرة كريت، وفق «المعهد القومي للبحوث الفلكية».
- القاهرة