
مظاهر متعددة من الاحتفالات شهدتها مصر بمناسبة ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر، والتي تحل في الأول من يونيو (حزيران) من كل عام، من بينها إقامة موالد في مزارات بالأماكن التي مرت بها العائلة المقدسة، وعقد ندوات واحتفالات وعروض أفلام.
وعدّت وزارة السياحة والآثار المصرية ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر «رحلة تاريخية وروحانية استثنائية من أقدم الرحلات الدينية في العالم».
وأوضحت أن الرحلة بدأت من مدينة رفح شرقاً، مرَّت بالفرما، ثم تل بسطا، وسخا، وسمنود ووادي النطرون، حيث لا تزال الأديرة مثل الأنبا بيشوي، والسريان، وأبو مقار، والبراموس شاهدة على هذه الرحلة.
كما زارت العائلة المقدسة مسطرد، وأماكن مثل شجرة مريم بالمطرية، وكنيسة زويلة، وكنيسة أبو سرجة بمصر القديمة، وكنيسة المعادي، وصولاً إلى جبل الطير بالمنيا، ثم دير المحرق بأسيوط، الذي يضم أول كنيسة دُشّنت بيد السيد المسيح، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.
وبمناسبة هذه الذكرى أقيمت الكثير من الموالد في مزارات بعينها مرت بها العائلة المقدسة، مثل مغارة درنكة، ودير المحرق، وكنيسة السيدة العذراء بجبل الطير.
وسجلت الاحتفالات برحلة العائلة المقدسة، ضمن قائمة التراث العالمي على قائمة «يونيسكو» عام 2022، وكانت مصر قد أطلقت مشروعاً قومياً لإحياء هذا المسار ليكون وجهة للسياحة الدينية، وتضم الرحلة 25 موقعاً بمسافة تمتد لنحو 3500 كيلو متر ذهاباً وإياباً، بما تضمه هذه المواقع من آثار، سواء كانت كنائس أو أديرة أو أشجاراً، أو أيقونات تدل على مرور العائلة المقدسة بالموقع، وفق ما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
واختار المتحف القبطي بالقاهرة الاحتفال بهذه الذكرى من خلال التعريف برحلة العائلة المقدسة، وعرض أيقونات عدة مرتبطة بها واختيار قطعة الشهر، وهي مبخرة مستديرة الشكل من البرونز تضم مشاهد متنوعة، من بينها مشاهد من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
وقالت جيهان عاطف، مديرة المتحف القبطي، إن «المتحف يقيم في الأول من يونيو الموافق 24 بشنس من الشهور القبطية كل عام احتفالاً بمناسبة دخول العائلة المقدسة إلى مصر»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الاحتفال يتضمن معرضاً مؤقتاً لقطع أثرية من معروضات المتحف يستمر لمدة شهر، أشهرها أيقونة تمثل رحلة الهروب إلى أرض مصر، ومجموعة من المخطوطات توضح نبوءات مجيء السيد المسيح إلى أرض مصر ومخطوطات تؤكد إتمام النبوءة، إلى جانب فريق كورال أنغام السماء الذي أحيا الاحتفال بهذه المناسبة».
من جانبه، أقام المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامي، احتفالاً بذكرى دخول رحلة العائلة المقدسة إلى مصر والتي أصدر المركز احتفاء بها كتاب «رحلة الخير… العائلة المقدسة في مصر» باللغتين العربية والإنجليزية.
وحضر الاحتفال عدد من علماء الأزهر وقيادات معهد الدراسات القبطية، ومتخصصون في الأدب الشعبي بالإضافة إلى مؤلف الكتاب الدكتور أحمد إبراهيم الشريف، وشارك في الاحتفال فريق كورال أطفال كنيسة السيدة العذراء مريم بالفجالة وفريق كورال كنيسة القديس يوسف المارونية بالظاهر.
ورصد خبير الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، مظاهر الاحتفال بدخول العائلة المقدسة إلى مصر وملامح المسار في الفن القبطي، كما أشار إلى «أيقونة الدخول إلى أرض مصر، والسيدة العذراء مريم تحمل السيد المسيح وهو طفل صغير في حضنها بحب وحنان بينما في أيقونة العودة إلى الناصرة بفلسطين يظهر الطفل صبياً يمشى على قدميه بعد أن قضت العائلة المقدسة في مصر 3 سنوات و11 شهراً. بحسب بردية نشرتها جامعة كولون الألمانية عام 1997».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «ارتبط مسار العائلة المقدسة باحتفالات وأعياد وترنيمات رائعة وموالد في المواقع التي باركتها العائلة المقدسة يشهدها المسيحيون والمسلمون وتحتفل الكنيسة المصرية في أول يونيو من كل عام بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر في كل الكنائس وخاصة في كوم ماريا بدير أبو حنس المعادى، وسخا، وسمنود، ودير القديسة دميانة، وحارة زويلة، وجبل الطير، ودير الجرنوس ومسطرد، وذلك طبقاً لما جاء في كتاب «رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر» للدكتور إسحاق عجبان، عميد معهد الدراسات القبطية».
ويوضح ريحان أن الاحتفالات تستمر 7 أيام من بداية يونيو بالكنيسة المطرية (شمال القاهرة)، و15 يوماً بكنيسة العذراء بمسطرد تنتهي بتذكار تكريسها، ومن 19 إلى 28 يونيو يقام احتفال كبير بكنيستها بحارة زويلة، كما تقام احتفالات بكنائس العذراء مريم بكل أرض مصر التي باركتها العائلة المقدسة، ومن بينها في الفترة من 12 إلى 20 مايو (أيار) احتفالات دير العذراء بجبل الطير في محافظة المنيا (جنوب مصر).
في السياق نفسه، يعرض نادي السينما بدار الأوبرا في الإسكندرية (شمال مصر)، الأربعاء، فيلم «مدرسة الذاكرة» من إخراج نانسي كمال، بالتزامن مع ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر، ويستعرض الفيلم عدداً من الألحان والمخطوطات النادرة، وتم تصويره في أماكن أثرية لمحطات رحلة العائلة في دير المحرق بأسيوط والكنيسة الأثرية بمسطرد.
- القاهرة