الدوري الإنجليزي انتهى وما زال الجميع ينتظرون حسم قضية مانشستر سيتي
أبرز نقاطه السلبية ازدياد مشكلات تقنية حكام الفيديو وعدم صمود الأندية الصاعدة

انتهى موسم الدوري الإنجليزي الممتاز وبدأت عملية تقييم المسابقة وأحداثها، سواء الإيجابية التي تمثلت في الإثارة اللافتة على حصد المقاعد المؤهلة للبطولات الأوروبية حتى الجولة الأخيرة، أو السلبية التي نلقي الضوء على بعض منها أو أكثرها إثارة للغضب هذا الموسم بوصولها إلى قاعات المحاكم، وازدياد مشكلات تقنية حكم الفيديو «الفار»، وعدة أمور أخرى سطعت على السطح ومنها:
انتظار الحكم في الاتهامات الموجهة لمانشستر سيتي
حتى في أكثر الحالات إثارة للجدل والغضب، لا تستغرق تقنية حكم الفيديو «الفار» وقتاً طويلاً لإصدار القرار النهائي، مقارنة بالشكل الذي نراه مع اللجنة المستقلة المكلفة بدراسة وفحص ثلاثة أشهر من المرافعات القانونية التي أُجريت في مركز فض المنازعات الدولي بلندن للبت في قضية مانشستر سيتي، وإذا ما كان النادي مذنباً في أي من أو كل التهم التي وجهتها إليه رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، التي تزيد على 100 تهمة، وتتعلق بالاحتيال المالي.
كما اتُّهم مانشستر سيتي أيضاً بعدم التعاون مع لجان التحقيق بشكل واضح لتوضيح سلوكه، وهو الأمر الذي بدأ قبل أكثر من ست سنوات. لقد مرّ أكثر من عامين منذ أن وجّهت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز اتهامات لمانشستر سيتي، وانتهت جلسة استماع النادي في ديسمبر (كانون الأول)، لكن رغم توقع إصدار حكم بالقضية في مارس (آذار) الماضي، فإن الموسم انتهى دون إعلان الحكم النهائي! وما زال إلى الأن لم تتضح الأمور بشكل يحسم هذه القضية رغم التكهنات بأن إصدار الحكم النهائي ربما يصدر هذا الصيف وقبل بداية الموسم الجديد. وأيا كانت النتيجة، فإن المرتبطين بمانشستر سيتي يريدون أن تكون هناك نهاية لهذه الملحمة، رغم التداعيات الهائلة المحتملة على النادي، التي قد تصل إلى سحب ألقاب وخصم نقاط مستقبلية من رصيده حال ثبوت اتهامه، وسط تأكيد من مسؤولي النادي على براءتهم من ارتكاب أي مخالفات.
غياب المنافسة على اللقب
في حين لا يُمكن تحميل ليفربول مسؤولية الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بسهولة قبل أربع جولات من نهاية الموسم، إلا أن غياب أي منافس حقيقي على اللقب كان بمثابة أمر مخيب للآمال بشدة. وبينما لم يتوقع كثيرون من خارج ليفربول – وربما من داخله – أن ينافس الفريق تحت قيادة أرني سلوت على لقب الدوري في الموسم الأول للمدير الفني الهولندي على رأس القيادة الفنية، إلا أن سلوت كان بالتأكيد سعيداً بمدى السهولة التي حسم بها فريقه اللقب، في ظل منافسة على استحياء من آرسنال ومانشستر سيتي. وقبل نهاية الموسم، توقع كثيرون أن يكون آرسنال ومانشستر سيتي المنافسين الأقوى على اللقب، لكنّ الفريقين فشلا، ولأسباب مختلفة، ليتقدم ليفربول وحده إلى منصة التتويج. ومع ختام الموسم المحبط لكثيرين، بات على المنافسين الكبار مراجعة أوراقهم ودراسة أسباب الخلل الذي حدث، على أمل أن تكون المنافسة أكثر شراسة بالموسم المقبل.
السباق على المركز الثامن
على الرغم من أن عدم وجود منافسة حقيقية على اللقب يعني اضطرار الدوري الإنجليزي الممتاز وجهات البث، بشكل مفهوم، إلى تحويل الانتباه إلى سباق المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا في محاولة للحفاظ على المتابعة الجماهيرية، فإن محاولاتهم لتصوير السباق على المركز الثامن على أنه مثير للاهتمام بطريقة ما بدت شيئاً مصطنعاً ومبالغاً فيه. وعلى الرغم من أن أندية مثل برنتفورد وبرايتون وفولهام وبورنموث ربما استمتعت بمنافسة نادرة أو غير مسبوقة للتأهل للمسابقات الأوروبية، فإن الأمر انتهى باحتلال برايتون للمركز الثامن، لكنه فشل في التأهل للبطولات الأوروبية على أي حال!
مدربو الكرات الثابتة في دائرة الضوء:
على الرغم من أن اختصاصيي العلاج الطبيعي والمحللين الفنيين وغيرهم من الموظفين في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز يقومون بعملهم بعيداً عن الأضواء وفي صمت، فإن مدربي الكرات الثابتة يجدون أنفسهم بشكل زائد في دائرة الضوء، نتيجة ما يفعله منتجو البرامج التلفزيونية الذين يسعون إلى إبراز دور هؤلاء المدربين. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن هدفاً من كل أربعة أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز يأتي من كرات ثابتة، وهو ما يعني أنه لا ينبغي التقليل من أهمية المدربين الذين يتم التعاقد معهم لمساعدة اللاعبين على زيادة فرص التسجيل من كرات ثابتة (أو عدم استقبال أهداف من كرات ثابتة)، لكن الكاميرات تتجه نحو نيكولاس جوفر أو أوستن ماكفي كلما حصل آرسنال أو أستون فيلا على ركلة ركنية، وهو الأمر الذي أصبح متكرراً ومبالغاً فيه بشكل كبير! من المؤكد أن جوفر وماكفي يتمتعان بخبرة كافية ليدركا أنه على الرغم من كل الإشادات التي تنهال عليهما في المناسبات النادرة التي تسير فيها الأمور وفقاً للخطة الموضوعة، فإنهما يتحملان أيضاً المسؤولية ضمنياً في المناسبات الأكثر شيوعاً التي لا تسير فيها الأمور على ما يرام.
الفرق الصاعدة غير قادرة على المنافسة
للموسم الثاني على التوالي، هبطت الفرق الثلاثة الصاعدة من دوري الدرجة الأولى في الموسم التالي مباشرة، وهو اتجاه مثير للقلق. وعلى الرغم من أنه كان من المرجح دائماً أن تعاني فرق ساوثهامبتون وليستر سيتي وإيبسويتش تاون، فإن الطريقة التي هبط بها هذا الثلاثي دون أي مقاومة تُذكر حرمت مشجعي كرة القدم في جميع أنحاء البلاد من فرصة نادرة لرؤية فرق قوية مثل مانشستر يونايتد وتوتنهام تُعاني من الدخول في معركة حقيقية للهبوط لدوري الدرجة الأولى. كما أثار استسلام هذه الفرق الثلاثة المخاوف بشأن الفجوة في الجودة والتمويل بين الفرق الصاعدة من دوري الدرجة الأولى وفرق الدوري الإنجليزي الممتاز.
استمرار مشكلات تقنية «الفار»
على الرغم من تأكيد لجنة الحكام في الدوري الإنجليزي الممتاز على أن تقنية حكام الفيديو (الفار) لا تُستخدم لإلغاء القرارات التي يتخذها الحكام داخل الملعب، فقد وجد بورنموث نفسه هذا الموسم في موقف مثير للسخرية بعدما تم إلغاء قرار لحكم الساحة بعد العودة لتنقية الفار، ثم تم تغييره مرة أخرى من قبل لجنة تنظيمية مستقلة، قبل أن يُتخذ القرار النهائي في صالح بورنموث بنهاية المطاف. ونشير هنا إلى البطاقة الحمراء التي حصل عليها إيفانيلسون لاعب بورنموث بعد العودة لتقنية الفار، بعد أن حصل على بطاقة صفراء في البداية لتدخله غير المقصود تماماً على نصير مزراوي لاعب مانشستر يونايتد، نتيجة انزلاقه. وبعد العودة لتقنية الفيديو، حصل إيفانيلسون على بطاقة حمراء، لكن بورنموث تقدم باستئناف ضد القرار، ودرست لجنة مستقلة اللقطات وتوصلت أخيراً إلى استنتاج مفاده أن حكم الملعب كان محقاً في قراره الأول بمنح اللاعب بطاقة صفراء، لذا قررت اللجنة إلغاء البطاقة الحمراء. وعلى الرغم من أن العدالة تحققت في نهاية المطاف، فإن هذا القرار الكارثي ساعد مانشستر يونايتد على إدراك التعادل أمام فريق يلعب بعشرة لاعبين، وهو الأمر الذي يؤكد عدم صحة الفلسفة من وراء تطبيق تقنية الفيديو التي تزعم أنها تسعى إلى «الحد الأدنى من التدخل، مع تحقيق أقصى فائدة ممكنة».
خدمة «الغارديان» 6 سنوات من التحقيقات ولم يصدر بعد القرار النهائي في قضية
اتهام سيتي بـ100 مخالفة مالية