موضه

كيف فرضت منحوتة مساحتها في عالم الموضة والفن؟

دار «فندي» تتوسع في مبنى أيقوني كان للفنان أرنالدو بومودورو

منحوتة كانت السبب في شراء مبنى تحوَّل، فيما بعد، إلى متحف يحتضن إبداعات الفنان أرنالدو بومودورو، ثم إلى محل معاصر يستعرض منتجات راقية لا تقلُّ فنية عن إبداع حرفيي دار «فندي».

تعود القصة إلى عام 1999، عندما اشترى الفنان أرنالدو بومودورو مبنى حوّله إلى استوديو ومعرض خاص به في حي سولاري بميلانو. كان بمساحته الوحيد القادر على استيعاب منحوتته البرونزية الضخمة، Novecento، التي تُعرَض حالياً على مقربة من «بالاتزو ديلا سيفيلتا» الإيطالي، المقر الرئيسي لدار «فندي» في روما.

في سنة 2013، وعندما قرَرت «فندي» التوسع في ميلانو لم تجد أفضل من هذا الاستوديو حضناً لإبداعاتها، فهو يجسد نظرتها الفنية، إضافة إلى أن مساحته التي أغْرت بومودورو كانت هي أيضاً العنصر المُغري لـ«فندي»، فهي شاسعة تسمح بعرض منتجاتها، وفي الوقت نفسه تنظيم أنشطة وعروض أزياء عبر منصة جرى توسيعها ليصل طولها إلى 1650 متراً مربعاً، احتضن، في الموسم الماضي، تشكيلتها لموسم خريف وشتاء 2025-2026. لم تخيِّب مساحته ظنها، إذ استوعبت كل ضيوفها.

المثير في العلاقة بين «فندي» والفنان أرنالدو بومودورو أنها لا تقتصر على المبنى أو على كونه فناناً مبدعاً، هو أيضاً مهتم بالموضة، وله صولات فيها؛ لكن من بوابة الأوبرا. له عملان مهمان في هذا المجال حافظت عليهما «فندي» ووضعتهما أمام مدخل محلها الجديد ليشهدا أن العلاقة بينها وبين الفنان تشمل الأزياء كذلك. الأوبرا الأولى بعنوان «ديدو، ملكة قرطاج» من تأليف كريستوفر مارلو، جرى عرضها في عام 1986، والثانية بعنوان الملك أوديب، من تأليف إيغور سترافينسكي، جرى تقديمها في عام 1988.

عندما تسلّمت «فندي» المبنى في ميلانو، أول مرة، كان لا بد من إعادة تصوّره بالكامل. وسَّعت مساحته ولم تمسَّ هويته الصناعية وأياً من العناصر التي تُذكِّر بتاريخه؛ فالمبنى له تاريخ عريق في المجال الصناعي، حيث شُيّد ليكون منشأة صناعية مخصصة لإنتاج التوربينات الكهربائية، وكان سبّاقاً في هذا المجال، فقد كان المُصدِّر الأساسي لهذه التوربينات إلى محطة الطاقة الكهرومائية لشلالات نياجارا. هذا التاريخ يُفسر خرسانته الخفيفة وهياكله المعدنية المكشوفة ونوافذ السقف التي يمكن إغلاقها بالكامل.

حرصت الدار أيضاً على شخصيته الفنية، بتقسيمها المساحة الداخلية المتألقة بألوان محايدة تُعززها عناصر من الخشب والرخام، إلى عدة أجزاء مستقلة، منها منطقة الكواليس والمشغل، ومساحة أخرى للعرض. كل مساحة مستقلة عن الأخرى لا يربط بينها سوى ممر بانورامي مرتفع فوق مساحة العرض يوجد في الطابق الأول.

رغم التاريخ الصناعي للمبنى من الخارج، ورغم التحف الفنية المعروضة فيه، فإن الزائر وبمجرد دخوله يستشعر روح «فندي»: ألوانها وخاماتها وترفها، فهي تظهر في الأسقف والثريات والأرائك والسجاد وكل تفصيلة.

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons
Translate »