سوشيال ميديا

«اللسان الجغرافي»… حالة حميدة لا تدعو للقلق

تتسبب فيه عوامل جينية ومرَضية وغذائية

اللسان الجغرافي، المعروف أيضاً بالتهاب اللسان المهاجر الحميد، هو حالة غير خبيثة، ولكنها في بعض الأحيان غير مريحة تؤثر على سطح اللسان. ويأتي اسم «اللسان الجغرافي» من المظهر الشبيه بالخريطة للبقع الحمراء الناعمة التي يمكن أن تظهر على سطح اللسان.

اللسان الجغرافي

قد وصف الدكتور جوناثان هاتشينسون من المستشفى الملكي في لندن، لأول مرة اللسان الجغرافي في عام 1878 وسماه هذا الاسم geographic tongue، لأن الحالات التي فحصها آنذاك كانت تشبه خريطة الإمبراطورية البريطانية حينها.

ما اللسان الجغرافي؟ يتميز اللسان الجغرافي بفقدان الهياكل الدقيقة الشبيهة بالشعر والمسماة الحليمات على سطح اللسان. وهذه البقع تكون ناعمة وحمراء، غالباً مع حواف مرتفعة قليلاً، ويمكن أن تتغير في الحجم والشكل والموقع بمرور الوقت. والحالة حميدة عموماً. كما تزداد مادة الكيراتين في مناطق أخرى لتصبح بيضاء اللون ولا تسبب أي مشكلات صحية خطيرة.

الأعراض والأسباب

> الأعراض. العرض الأكثر وضوحاً للسان الجغرافي هو وجود بقع حمراء ناعمة على اللسان. ويمكن أن تتسبب هذه البقع أحياناً في إحساس بالحرقان، خاصة عند تناول الأطعمة الحارة أو الحمضية. ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين يعانون من اللسان الجغرافي لا يشعرون بأي أعراض على الإطلاق. ولكن بعض الأشخاص قد تصبح لديهم «فوبيا» (رهاب) سرطان الفم بسبب هذه البقع التي قد يتغير مكانها. وهنا تكفي عملية تطمين الشخص من قبل الطبيب المختص بأنها حالة غير خبيثة للسيطرة على فوبيا سرطان الفم.

> الأسباب وعوامل الخطر. السبب الدقيق للسان الجغرافي غير معروف، ولكن يُعتقد أنه يرتبط بعوامل جينية، وكذلك بحالات مثل الصدفية، الحساسية، السكري. وقد يلعب الضغط العاطفي وبعض نقص الفيتامينات والمعادن (مثل الزنك، الحديد، حمض الفوليك، فيتامينب بي 6 وبي 12) أيضاً دوراً في حدوثه.

التشخيص والعلاج

تشخيص اللسان الجغرافي يتضمن عادة، فحصاً سريرياً للسان ومراجعة التاريخ الطبي للمريض. ونظراً لأن الحالة حميدة وتختفي عادة من تلقاء نفسها، فإن العلاج ليس ضرورياً. ومع ذلك، إذا كانت الأعراض مزعجة، يمكن تجنب الأطعمة الحارة أو الحمضية واستخدام المسكنات الموضعية أو غسولات الفم المضادة للهستامين لتخفيف الانزعاج. يجب طمأنة المريض حول الطبيعة الحميدة للحالة. ويجب استبعاد حالة نقص التغذية لدى جميع المرضى الذين يعانون من أعراض اللسان الجغرافي. ولذلك، يجب إجراء تحليل الدم الكامل (CBC) وتقييم مستويات فيتامين بي 12، وحمض الفوليك (الفولات) في الدم الكامل المصحح، والفريتين (الحديد). بالإضافة إلى ذلك، قد يكون اختبار الزنك مفيداً نظراً لأن اللسان الجغرافي المصحوب بأعراض يستجيب للعلاج الموضعي بالزنك. وهذا ما اقترحه البروفسور مايك ويلسون من جامعة كارديف في ويلز- المملكة المتحدة في كتابه المنشور في أبريل (نيسان) الماضي باستعمال غسول فم الزنك، يجب إعطاء الزنك على شكل كبريتات الزنك القابلة للذوبان، 125 ملغم مذابة في الماء وتستخدم كغسول للفم لمدة تتراوح بين 2-3 دقائق كل 8 ساعات لمدة 3 أشهر.

التعايش مع اللسان الجغرافي

على الرغم من أن اللسان الجغرافي يمكن أن يكون مصدر قلق بسبب مظهره والانزعاج العرضي، من المهم أن نتذكر أنه ليس حالة خطيرة. يعيش معظم الأشخاص الذين يعانون من اللسان الجغرافي حياة طبيعية وصحية دون أي مضاعفات.

وإذا لاحظت أي تغييرات في لسانك أو شعرت بانزعاج مستمر، فمن الجيد دائماً استشارة مقدم الرعاية الصحية لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى والحصول على التوجيه المناسب. واللسان الجغرافي هو مثال مثير للاهتمام على كيفية أن الجسم البشري يمكن أن يظهر أحياناً بأعراض غير عادية، ولكنها غير ضارة. ومن خلال فهم المزيد عن هذه الحالة، يمكننا تقدير تعقيدات صحتنا الفموية وأهمية الفحوصات الدورية للأسنان.

  • الرياض

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons
Translate »