رئيس الوزراء المصري في الصين… تعزيز للعلاقات وتنسيق حول الأزمات الإقليمية
مدبولي يحضر قمة منظمة شنغهاي ويعقد محادثات مع كبار المسؤولين

مشغل الصوت
«تعزيز العلاقات بين مصر والصين، وتنسيق المواقف بشأن القضايا الدولية والإقليمية، ومستجدات حرب غزة»، أبرز المحاور على أجندة رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال زيارته إلى الصين.
ويشارك مدبولي في قمة منظمة شنغهاي التي تستضيفها مدينة تيانجين الصينية، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث سيُلقي كلمة مصر خلال القمة التي تُعقد تحت عنوان: «تنفيذ التعددية وضمان الأمن الإقليمي وتعزيز التنمية المستدامة»، وفق إفادة لمجلس الوزراء المصري، الجمعة. وتتضمّن زيارة مدبولي لقاءات مع كبار المسؤولين ورؤساء وممثلي كبرى الشركات الصينية.
وقال خبراء لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة مدبولي تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، وبحث إقامة شراكات مع الدول الأعضاء في (منظمة شنغهاي)، فضلاً عن استعراض مستجدات الحرب في قطاع غزة».
وتستمر أعمال القمة التي تنطلق، الأحد، لمدة يومَين بمشاركة أكثر من 20 زعيماً عالمياً، ويرأس الدورة الحالية الرئيس الصيني شي جينبينغ، وذلك وفقاً لتصريحات مساعد وزير الخارجية الصيني، ليو بين، الجمعة.
وتضم «منظمة شنغهاي» التي تأسست في عام 2001، عشر دول أعضاء؛ وهي: الصين، والهند، وإيران، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وباكستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان، وانضمت بيلاروسيا أخيراً بوصفها العضو العاشر، بالإضافة إلى ذلك هناك دول أخرى تتمتع بوضع مراقب أو شريك في الحوار، أبرزها: المملكة العربية السعودية، وتركيا، والإمارات، وقطر، ومصر، وأفغانستان.
وشهدت منظمة شنغهاي للتعاون تطوراً جديداً مع إطلاق صيغة «شنغهاي بلس»، التي طُبّقت لأول مرة خلال قمة آستانة عام 2024، بمشاركة قادة الدول الأعضاء وشركاء جدد من خارج المنظمة. وانضمت مصر إلى المنظمة بوصفها شريكاً في الحوار عام 2022.
سفير مصر الأسبق لدى الصين، عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، علي الحنفي، قال إن «المشاركة المصرية تتماشى مع توجهات المنظمة التي أضحت أكثر حرصاً على التعاون في المجالات الاقتصادية»، مضيفاً أن «القمة فرصة لالتقاء مدبولي مع الزعماء المشاركين ومسؤولي الحكومة الصينية وممثلي الهيئات الاقتصادية في الصين لبحث فرص الاستثمار بما يتماشى مع أجندة التنمية المصرية»، مشيراً إلى «توظيف وجود قاعدة كبيرة تضم أكثر من 2000 شركة صينية تعمل في مصر، والاستعداد للاحتفال بمرور 70 عاماً على تدشين العلاقات بين البلدَيْن العام المقبل».
ونشر الموقع الخاص بقناة «سي جي تي إن» الصينية، الجمعة، صوراً لوصول رئيس الوزراء المصري إلى مطار بكين.
وأكد السفير المصري لدى الصين، خالد نظمي، في تصريحات سابقة، «الدور الحيوي الذي تضطلع به منظمة شنغهاي للتعاون في تعزيز الأمن الإقليمي»، مشيراً إلى أن «انضمام مصر جاء انطلاقاً من حرصها على بناء شراكات استراتيجية، والتعاون مع الدول الأعضاء في مجالات متعددة، تشمل التجارة والاستثمار والنقل والسياحة».
ووفق عضوة الهيئة الاستشارية بـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، نهى بكر، فإن «مشاركة مدبولي في (قمة شنغهاي) تعكس أهمية استراتيجية كبرى لمصر على عدة مستويات، وتُعدّ خطوة دبلوماسية محورية في إطار سياسة مصر الخارجية المتوازنة والساعية لتعزيز التعاون مع جميع الأطراف».
وأضافت أن الزيارة تُسهم في «تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الصين، بوصفها شريكاً تجارياً لمصر، خصوصاً في مشروعات البنية التحتية مثل العاصمة الإدارية الجديدة». ولفتت إلى وجود هدف مصري يرتبط بـ«الانفتاح على (منظمة شنغهاي) بوصفها منظمة ناشئة مؤثرة، فهي واحدة من أكبر التكتلات الإقليمية في العالم. كما أن المنظمة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني خصوصاً في مكافحة الإرهاب، وهو مجال تتفق فيه أولويات مصر مع أهداف المنظمة».
مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، عمرو الشوبكي، أشار إلى «وجود أهداف سياسية من زيارة مدبولي للصين، تتعلّق بتنسيق المواقف بشأن القضايا الدولية والإقليمية مع هذه الكتلة المؤثرة، وتنويع التحالفات، واتباع دبلوماسية متوازنة»، لافتاً إلى أن «مصر تتبع سياسة خارجية ذكية تقوم على تنويع الشراكات وعدم الاعتماد على طرف واحد». وأضاف أن لقاءات مدبولي على هامش القمة سوف تتطرق إلى «خطط إسرائيل التوسعية وتداعياتها السلبية على المنطقة».
- القاهرة: «الشرق الأوسط»