إليكِ أسرار الحفاظ على بشرة شابة خالية من علامات الشيخوخة والتجاعيد.
تعتبر التجاعيد الصغيرة التي تظهر على الوجه من العلامات الواضحة للتقدم في العمر، مما يدفع العديد من الأشخاص إلى استخدام الكريمات والمرطبات وأقنعة الوجه المضادة للشيخوخة، وقد يلجأ البعض إلى الحقن أو الجراحة التجميلية.
ابتداءً من سن 25، تُعتبر الشيخوخة الجلدية عملية طبيعية تمامًا. وفقًا لطبيبة الأمراض الجلدية والحساسية الألمانية كريستيان بايرل، فإن ذلك يعود إلى انخفاض نشاط خلايا الجلد مقارنة بما كانت عليه سابقًا.
نتيجة لذلك، ينخفض عدد ألياف الكولاجين والإيلاستين في الأدمة، وهي الطبقة الوسطى من الجلد. يُعتبر الكولاجين بروتينًا أساسيًا يمنح الجلد القوة والقدرة على الاحتفاظ بالرطوبة، بينما يوفر الإيلاستين للجلد المرونة.
مع مرور الوقت، يصبح الجلد أكثر جفافًا وأقل تماسكًا، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد.
العوامل المؤثرة في شيخوخة الجلد
تتباين سرعة عملية الشيخوخة من فرد لآخر بناءً على مجموعة من العوامل، من بينها الجينات والوراثة.
يشير جوليان نوخل، الباحث الرئيسي في مركز الكيمياء الحيوية بكلية الطب بجامعة كولونيا في ألمانيا، إلى أن التركيب الجيني له تأثير كبير على شيخوخة الجلد. لذا، فإن إلقاء نظرة على بشرة أقاربك الأكبر سناً قد يمنحك فكرة عما يمكن أن تتوقعه لبشرتك في المستقبل.
بجانب الجينات، يلعب نمط الحياة القابل للتعديل دورًا كبيرًا في مظهر البشرة وظهور التجاعيد.
وفقًا لما ذكره نوخل، “يمكن لبعض الأشخاص في الثمانينيات من عمرهم أن يتمتعوا ببشرة صحية جدًا بفضل أسلوب حياة صحي، بينما يعاني آخرون من تجاعيد عميقة في سن مبكرة”.
الحماية من أشعة الشمس والتدخين
فيما يخص أفضل طرق الوقاية من شيخوخة الجلد، يشير الخبراء إلى أهمية الحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية، التي تساهم في تسريع ظهور التجاعيد والبقع العمرية.
توضح الدكتورة بايرل أن “أشعة الشمس فوق البنفسجية تسبب إجهادًا للجلد، وقد تؤدي إلى شيخوخة مبكرة وتلف الحمض النووي في الخلايا، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد”.
يمكنك حماية بشرتك عن طريق تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال أوقات الذروة، وارتداء الملابس الواقية، واستخدام كريمات الحماية من الشمس التي تحتوي على مكونات تحمي من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة.
يعتبر التدخين من العوامل الرئيسية التي تضر بالبشرة، حيث يسبب تضيق الأوعية الدموية ويقلل من تدفق الدم إلى الجلد، مما يؤدي إلى مظهر شاحب وباهت. وقد أظهرت الأبحاث أن التدخين لفترات طويلة يجعل البشرة تبدو أكبر سناً، خاصة لدى النساء.
كما تؤثر الملوثات البيئية، مثل أكاسيد النيتروجين الناتجة عن عوادم السيارات التي تعمل بالديزل، على مظهر البشرة، حيث تساهم في ظهور البقع العمرية التي تجعل الأشخاص يبدون أكبر من أعمارهم الحقيقية بحوالي 10 سنوات.
أهمية العناية اليومية بالبشرة
تعتبر البشرة أكثر من مجرد مظهر خارجي، فهي أكبر عضو في الجسم وتؤدي وظائف حيوية أساسية، مثل حماية الجسم من الجراثيم والحفاظ على رطوبته. لذلك، من الضروري العناية بصحة الجلد لأطول فترة ممكنة.
للحفاظ على بشرة صحية، يجب اتباع نمط حياة متوازن يشمل تغذية سليمة وممارسة الرياضة بانتظام. من المهم أن يحتوي النظام الغذائي على كميات وفيرة من الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة، حيث تساهم هذه العناصر في حماية الجسم من الجذور الحرة التي قد تسرع من عملية شيخوخة الجلد.
توصي الدكتورة بايرل بتناول الأطعمة الغنية بالكولاجين، مثل اللحوم، الأسماك، البيض، ومنتجات الألبان. أما بالنسبة للنباتيين، فيمكنهم الاعتماد على الأطعمة التي تعزز إنتاج الكولاجين في الجسم، مثل البقوليات، المكسرات، والأفوكادو.
تشير الأبحاث إلى أن فيتامينات “E” و”C” تلعبان دورًا مهمًا في إبطاء عملية شيخوخة الجلد. كما أن استخدام الكريمات التي تحتوي على هذه الفيتامينات بكميات مناسبة يمكن أن يسهم في تحسين مظهر البشرة.
أهمية العناية اليومية بالبشرة
تشير الدكتورة بايرل إلى أن “كريمات الوجه قد تساهم في تقليل التجاعيد الدقيقة فقط”. لذا، يُوصى باتباع روتين يومي للعناية بالبشرة يتناسب مع نوع البشرة، بالإضافة إلى مراعاة عوامل مثل الموسم ومرحلة العمر.
بالنسبة للنساء، تعتبر الكريمات المضادة للشيخوخة ضرورية خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وبعده، وغالبًا ما تحتاج إلى وصفة طبية، حيث تتأثر بشرتهن بالتغيرات الهرمونية التي تسرع من ظهور علامات الشيخوخة.
إذا كانت بشرتك جافة وتشعرين بشد أو حرق، توصي الدكتورة بايرل باستخدام مرطبات قوية لتلبية احتياجات البشرة.